RSS

Tag Archives: الخوف من الله

الخَوْف الّذي يجِب أنْ يَنتاب الجّميع !

مِمَّا تخافُ الحَلَبِيَّة؟!
مِن دروس الشام وأهل الشام !!

امرأة مسلمة تصلي

 

تلكَ الأخُت الحلَبِيَّة، التي ما زالت تسكُن في شامِنا الجريح بل الغارقِ في دمائه – عجَّل الله النصْر فيه والتمكين -، في احدى المجموعات على أحد برامج التراسُل قرأتُها تقول في كلامها بعدما انقطعت عنَّا لفترة : ” يا أخوات *أيقونة باكية* “، في الحقيقة كُلُّ الشامِ يا غالية باكية، لكن ما يُبكي صويْحبتنا؟! ولمثلِ هذا نهتَمُّ مرّتيْنِ وضِعْفَيْن، أرسَلَت عن طريق أختٍ تواصلت معها بعد سويْعات من الترقب والقلق ننتظر ما تريد أن تقول، قالت : ” خائفة “.

كلُّ أشكال الخوْف قفزت إلى بالي، ابتداءً من التافه إلى الجَلَل، ابتداءً من الخوْفِ من الظلامِ أو صعوبة النوْم في ظل تلك الأوضاع وصولًا إلى الخوْفِ من مناظِر الأشلاءِ والجُثث والدماء ودويِّ المدافع رؤية الصواريخ والانفجارات. ومخجلٌ كلُّ هذا أمامَ خوفِها الحقيقي الذي حَكْته.

كانَت تخشى من التقهقرِ، من التراجع، من تقصيرٍ في الطلبِ أو تقصيرٍ في العبادة، يا الله ! ما أنبل هذا الخوْف، وما أقربه من الدين، وما أقل من يلتفت إليْه !

متى كانت آخر مرَّة رصدتَ فيها قربك من الله أو بعدك؟ مقدار قراءتك للقرآن أو وِرْدَك؟ كَم تذكُرُ الله على لسانك أو قلبك؟ في سرِّك أو دعوْت إليه بجهرِك؟ كم من عملٍ نويته لله وأخلصت فيه من كُل قلبك وبكل جهدك؟ أأتقنته كما يحبه الله أم أنجزته على أية حال وأكملت يومك؟

هل راقبتَ الغفلة فيك؟ نفضتها عنك؟ أزحتها عن الطريق؟ أمطتها عنك وعن طريق سواك؟ أبعدت أسبابها والطرق المؤدية لها عنك؟ وعن أهلك ومجتعك؟ هل حاولت؟ ووقتك المهدور؟ ووردك المبتور؟ وصلاتك التي أكثرها سرحان؟ وصومُك الذي أديته وأنتَ نائمٌ ونعسان؟

أيُّ عبادةٍ تصنع؟ وما صنعتَ فيها بل ما صنعتَ بها؟ هل غيَّرتكَ أم أنَّك من غَيَّرتَها؟! سبحان الله ما أعظم الشام ! وأهلُ الشام ! ودروس الشام !

أيَا حبيبة جزاكِ الله عنَّا خيْر الجزاء؛ فقد أيْقظتي فينا مالَم نرَه، وإنَّا لفي خجلٍ من بعدِ بوْحك، كل المخاوف التي بيْن جنباتنا أقل درجةً من خوْفك، أن تَقطع الصلة بالله أو تُقطَع، أن يتناقص الإيمان ونبعد دون أن نشعر عن الكريمِ المنَّان، …

 

الأوسمة: , , , ,