RSS

قراءتي لكتاب الولع بالزنبق لـِ مايك داش

24 أكتوبر

بسمِ الله الرحمن الرحيم
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

غلاف الولع بالزنبق

عن الكتاب :
تاريخُ زهرة! ، كتابٌ من فريدٌ من نوعه نادرٌ على أرفف المكتبات جميلُ الموضوع؛ إذ أنَّهُ يستقصي تاريخ اكتشاف ويتتبع إنتشارِ زهرة من أبهى الزهور جمالاً وقدرًا وتعرف هذه الزهرة باسم ” تيوليب ” وبالعربية ” الزنبق ” ، بل إنه يعرض ما فعله هذا الكائن النباتي البسيط من تغييرات هامّة وهائلة في مجالات إقتصادية وثقافية وعمرانية وجمالية بل حتَّى شاعرية ( رومانسية ) وفتاوى دينية! فسبحانَ من أبدعها ويسَّر لها أن تؤدِّي عملها على بساطتها ككائن حي يحيى بأدنى متطلبات الحياة : يحيى بالتمثيل الضوئي! . سبحان الله من كتبَ لها القَدْرَ والقَدَر ، اللهمَّ الطف بأقدارِنا ارفع قدرنا في الدنيا والآخرة .

صدى الأفكار :
– استمعت بروعة حضارتنا الإسلامية ومفهوم الإستخلاف في الأرض من ناحيتين : مادية/روحية ، دنيوية/آخروية ، بينهما تكامُل لا تفاضُل ولا تطغى أحدهما على الأخرى ، بل كلٌّ منهما تُكمِّل الأخرى ، تثبتها ، تقوِّيمها ، تحييها .
– زدتُ تعلُّقًا بزهرةٍ كنتُ أعشقها ، ولا زلت ، أمَّا هذا الكتاب فزادني بها هيامًا ، أحبُّ هذه الزهرة لجمالها وشموخها وعلوِّ ساقها الذي لا ينحني ولا ينثني ولكن! عندما تتفتَّحُ هذه الزهرة تزدادُ جمالاً وبهاءً بإنحاءِ الرأسِ لا الظهر ” دليلاً على تواضُعها وحيائها ” ، اللهمَّ إنِّي أُحبُّ هذه الزهرة فأجلعها ياربِّ في الجنَّة واجمعني بها على خَيْر :”
– زاد إصراري بضرورة إحياء أراضينا الميْتَة ، نعم بالزراعة ، الثروة الخضراء ، زيادة عدد الزارعين والفلاحين وتمكينهم وحضِّهم وإعانتهم بالخبرة والعلمِ والآلة والمال وكافة التحفيزات الممكنة ، بل ويُمكن أن تُقدِّم الدولة أو صاحب هذه الحديقة الشاسعة أو ذلك البستان الشاسع المنح الدراسية المجانية لأولاد هؤلاء المزاعين أو بعضهم ، حثًا لهم وتقديرًا لجهودهم التي تتعدَّى نفعهم لتصبح واجهة من واجهات الدولة أو الحي بل نفعًا للأرضِ التي جعلنا الله مستخلفين فيها في تحسين البيئة وتنقية الهواء وتحسين حالة الطقس وآثارها الإيجابية على النفسِ والصحة ومرودها النفعي على الإقتصاد والسياحة في البلاد .
– اقتنعتُ أيْضًا أنَّ حضارةً بلا جمال ، هي حضارةٌ ميْتَة ، تستطيع أن تقول الآن أنَّ روح حضارةٍ ما في جمالياتها : العمرانية ، الزراعية ، النسيجية ، الأخلاقية ، وحتَّى الطبخية الطعمية المذاقية! … إلخ صدقًا بلا مُزاح فللجمالِ أنواعُ .
– وعلمتُ علمَ اليقين أنَّ الدولة التي لا تشتهر بصناعةٍ أو خُلُقٍ أيًّا مما يجعلها رمزًا مميِّزًا في مجالٍ أو وصف لن تتمكن أبدًا من إبراز هويتها والتعريف بثقافتها وستبقى أبد الدهر دولة مُسْتَهلِكَة أو نَكِرة مُقلِّدة وستضلُّ أبدًا دولةً من دول العالم الثالث وإن امتلكت نصف ثروات الأرض وثلث سكّانها !

… وصدًى كثيرٌ آخر اكتفي بهذا منه .

تنبيه هام! :
أودُّ أن أُنوِّه إلى أنَّ الكاتب الغربي وضع مفهومه وتصوُّره أو رؤيته للأحداث التاريخية في الحقبة العثمانية من فتوحات إسلامية واصفًا لها بالوحشية والهمجية ولم يُقصِّر في إتهام السلاطين العثمانيين بالشهوة وطعنه في الحريم!! .. وستجدهُ يؤوِّل ويضع فرضيات غريبة منطلقًا من مفاهيمه التي لا تُلزم أحدًا سواه ، ومع هذا فقط أنصفَ وصف إنبهار الغرب بالحضارة الإسلامية والثورة الجمالية والثقافية في اسطنبول ، مشكلة الغربي أنه يُبيح لنفسه غزو العالم مهما كانت نواياه الخبيثة ظاهرة ويطعن في نوايا العالم إذا أراد غزوه مهما كانت نواه الطيِّبة ظاهرة! فمتَّى عُمِّرت أراضي المسلمين بغزوِ الصليبيين أو الشيوعيين وسواهم من الكافرين الضالين المُضلين ومتى دُمِّرت أراضي العالمين بغزوِ المسلمين!! ، لذلك وعلى أية حال أنصح القاريء الكريم أن يستمتع بقراءة الكتاب أن يأخذ المفيد ويترك الطعون لأصحابها فاستخدم ياصديق ” فلتر ” =)

يُمكنك الإطلاع على إقتباساتي من كتاب الزهرة التي شغف بها العالم  : هنا ، هنا ، هنا وَ هنا .. شكرًا لقراءتك .

 
أضف تعليق

Posted by في 24 أكتوبر 2013 بوصة كُتُبْ

 

تَحَدَّثْ فَإِنّي مُسْتَمِعَةٌ لَكْ .