RSS

Category Archives: عَالَمُ الْإِنْسَانْ

الخَوْف الّذي يجِب أنْ يَنتاب الجّميع !

مِمَّا تخافُ الحَلَبِيَّة؟!
مِن دروس الشام وأهل الشام !!

امرأة مسلمة تصلي

 

تلكَ الأخُت الحلَبِيَّة، التي ما زالت تسكُن في شامِنا الجريح بل الغارقِ في دمائه – عجَّل الله النصْر فيه والتمكين -، في احدى المجموعات على أحد برامج التراسُل قرأتُها تقول في كلامها بعدما انقطعت عنَّا لفترة : ” يا أخوات *أيقونة باكية* “، في الحقيقة كُلُّ الشامِ يا غالية باكية، لكن ما يُبكي صويْحبتنا؟! ولمثلِ هذا نهتَمُّ مرّتيْنِ وضِعْفَيْن، أرسَلَت عن طريق أختٍ تواصلت معها بعد سويْعات من الترقب والقلق ننتظر ما تريد أن تقول، قالت : ” خائفة “.

كلُّ أشكال الخوْف قفزت إلى بالي، ابتداءً من التافه إلى الجَلَل، ابتداءً من الخوْفِ من الظلامِ أو صعوبة النوْم في ظل تلك الأوضاع وصولًا إلى الخوْفِ من مناظِر الأشلاءِ والجُثث والدماء ودويِّ المدافع رؤية الصواريخ والانفجارات. ومخجلٌ كلُّ هذا أمامَ خوفِها الحقيقي الذي حَكْته.

كانَت تخشى من التقهقرِ، من التراجع، من تقصيرٍ في الطلبِ أو تقصيرٍ في العبادة، يا الله ! ما أنبل هذا الخوْف، وما أقربه من الدين، وما أقل من يلتفت إليْه !

متى كانت آخر مرَّة رصدتَ فيها قربك من الله أو بعدك؟ مقدار قراءتك للقرآن أو وِرْدَك؟ كَم تذكُرُ الله على لسانك أو قلبك؟ في سرِّك أو دعوْت إليه بجهرِك؟ كم من عملٍ نويته لله وأخلصت فيه من كُل قلبك وبكل جهدك؟ أأتقنته كما يحبه الله أم أنجزته على أية حال وأكملت يومك؟

هل راقبتَ الغفلة فيك؟ نفضتها عنك؟ أزحتها عن الطريق؟ أمطتها عنك وعن طريق سواك؟ أبعدت أسبابها والطرق المؤدية لها عنك؟ وعن أهلك ومجتعك؟ هل حاولت؟ ووقتك المهدور؟ ووردك المبتور؟ وصلاتك التي أكثرها سرحان؟ وصومُك الذي أديته وأنتَ نائمٌ ونعسان؟

أيُّ عبادةٍ تصنع؟ وما صنعتَ فيها بل ما صنعتَ بها؟ هل غيَّرتكَ أم أنَّك من غَيَّرتَها؟! سبحان الله ما أعظم الشام ! وأهلُ الشام ! ودروس الشام !

أيَا حبيبة جزاكِ الله عنَّا خيْر الجزاء؛ فقد أيْقظتي فينا مالَم نرَه، وإنَّا لفي خجلٍ من بعدِ بوْحك، كل المخاوف التي بيْن جنباتنا أقل درجةً من خوْفك، أن تَقطع الصلة بالله أو تُقطَع، أن يتناقص الإيمان ونبعد دون أن نشعر عن الكريمِ المنَّان، …

 

الأوسمة: , , , ,

هل أهديت أحدًا كتابًا نافعًا من قَبْل ؟

 

IMG_20150907_030442

لماذا قد تُقدِّم إهداء كتاب – مع لواحقه من أدوات مكتبية – على إهداء أي شيء آخر؟ سأُعطيك عدَّة أسباب والخيار لَك :

1. الحرص على أن يكون الكتاب بحد ذاته قيمة معنوية وغنيمة فريدة – سيما بين المتحابين – وأن يُقصد به التعبّد ورفع الجهل عن النفس والاستزادة من العلم والحياة على بصيرة { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }.
2. الكتاب نوعٌ من الهدايا التي تبقى ولا تفنى بل وقد تزيد قيمتها كلما تقدّم الزمن واسودّت صفحاته وبالتالي تبقى إن شاء الله خيوط الذاكرة ممدودة موصولة إلى ماشاء الله لها أن تكون في الأنفس النبيلة الوفية.
3. إذا جمعنا بين حديثيْن ” إذا مات المرء انقطع عمله إلا من ثلاث .. ” + ” الدال على الخير كفاعله ” = بإهدائك الكتب النافعة تمتلك ثروة ” جاهزة ” من الانتاجات العلمية النافعة بإذن الله تعالى فاسأل الله الإخلاص والقبول واحمده حمدًا كثيرًا على عظيم فضله عليك.
4. إعادة ثقافة القراءة وادخال المُهدى إليهِ إلى عالم القراءة عبر انتقاء كتاب مناسب له ينفعه إن شاء الله. ولا يخفى عليك ما للقراءة في ” المواضيع الجيدة ” من عظيم أثر على الفرد والمجتمع.
5. تمارس دورك في الأمر عن المعروف والنهي عن المنكر خصوصًا إن كانت شجاعتك وبيانك لا يُسعفانك. كما أنها طريقة جيدة مع بعض الفئات ولبعض الأشخاص كونها غير مباشرة للنصيحة. ” الدين النصيحة”.
6. التوفير على القارئ أو طالب العلم بعض ماله والمساهمة في تنويره وبنائه وقْفًا واستثمارًا :d
7. في اهدائك للأدوات المكتبية حثٌّ على استخدامها واستخدامها لا يتأتَّى إلَّا مع الكتب والمذاكرة في الدفاتر ونحوها وبالتالي هي عامل تحفيز ^^
8. إذا كان الطريق إلى قلب الرجُل معدته، فالطريق إلى قلب القارئ أو المثقف أو طالب العلم : كتابٌ يحتاجه أو يُبهره. ” تهادوا تحابوا “.
9. دعم الطبعات الورقية ودعم المؤلف الجيد والكتب التي تخدم الفرد والواقع والعودة بالتأليف خطوة إلى زمنٍ كانت فيه المؤلفات تُكال بوزنها ذهبًا.

أخيرًا
‫#‏ومضة_جهنمية‬ : يُمكن الاحتفاظ بهذه التدوينة وإعادة نشرها في مواسم معارض الكتاب 😉
الأبطال وحدهم سيستخدمونها منذ الآن عشان ماحد يلحق يقولهم ما عملت حسابي 3:)

 

الأوسمة: , , , , , , ,

مواقع التواصل الاجتماعي تشغلك وتريد أن تنفصل عنها ؟! = إليك خُطّة متخرش الميَّة ! – ( إن شاء الله )

internet addiction 2

(أ) = كلمة مرور مجهولة تصلك بعد فترة !!
1. اكتب رقم سري عشوائي طويل وقُم بنسخه وإعادة تعيين كلمات المرور في حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي باستخدامه.
2. اذهب إلى موقع http://www.futureme.org وارسل لنفسك رسالة على بريدك ألصِق فيها كلمة المرور، هذه الرسالة كما هو واضح من اسم الموقع ستصلك  بعد شهر أو عام أو أكثر من ذلك حسب المدّة أو التاريخ الذي تضعه. لكن تأكّد أن تكتب بريدك بشكل صحيح.
3. عطّل حسابك أو سجّل خروجك من مواقع التواصل الاجتماعي من على هاتفك المحمول أو التابلت واللابتوب أو الكمبيوتر المكتبي.
4. قُم بتنظيف متصفحك عن طريق استخدام برنامج CClear أو من اعدادات المتصفح ومسح الهيستوري ” التاريخ ” حتى لا تعود إلى صفحات الاصدقاء وأنتَ خارج الموقع !.
( هل تحسب أنَّا انتهيْنا ؟! – ليس بعد ! )
5. [ الخطوة الجهنميَّة ] = افعل نفس الخطوات السابقة مع البريد الالكتروني الذي تسجّل به في مواقع التواصل الاجتماعي، لماذا؟ حتى إذا سوَّلت لك نفسك النقر على ” هل نسيت كلمة السر ؟ ” تقولها ” مكبلينك يالغلا ! ” 😉
6. قُل ” استعنا ع الشقاء بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله “. فقد وضعتَ نفسك وبشجاعة أخيرًا أمام الأمر الواقع. هنيئًا لك؛ وأعانك الله.
^ بالنسبة لبعض التطبيقات كالواتساب والسناب شات والتي لا تحتاج إلى كلمات مرور!، إذا كنت من مستخدمي جوالات سامسونج فيمكنك تحميل تطبيق اسمه “ تطبيق القفل ” ولعلّك تجد ما يشبهه على متجر الآبل؛ اطلب من شخص قريب منك وتثق به أن يضع لك كلمة سر لهذه التطبيقات لا يطلعلك عليها إلا بعد فترة من الزمن – حسب اتفاقكما – تأكدي فقط أن يكون ذا ذاكرة جيدة هذا الشخص 😀
أو : اكتب على مفكرة الهاتف كلمة مرور عشوائية وافعل نفس الخطوات السابقة ولكن مِن هاتفك المحمول.

(ب) = اقرأ كتبًا في رفع الهمَّة بين الفيْنة والأخرى سيما إذا اخترتَ أن الانقطاع لفترة طويلة نسبيًا، مثل :
– المشوق إلى القراءة.
– استرداد عمر.
– الإبداع العلمي.
– ادرينالين.
– صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل.
– القراء المثمرة.
– ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين.
– هكذا ظهر جيل صلاح الدين.
– العزلة للخطّابي.
وغيره ..

(ج) = وللرقائق مِن نفسك حقٌّ ونصيب ولابد ! كـ :
– رقائق القرآن.
– الطريق إلى القرآن.
– مِن مؤلفات ابن القيم أو مختصراتها وتهذيبها كالداء والدواء والمدارج.
– مجموعة برامج مشاري الحراز مثل : برنامج كيف تتلذذ بالصلاة ، وبرنامج كيف تتعامل مع الله ، وبرنامج أجمل نظرة، ومجموعة برامج فهد الكندري مثل : مسافر مع القرآن وبرنامج بالقرآن اهتديت. وتجدها جميعًا على اليوتيوب.
– كذا مقاطع دعوية وعظية للشايع والمغامسي والصحفي والسالمي.
– تفسير السعدي للقرآن.
– كتب السيد عفاني: رهبان الليل، علو الهمة، سكب العبرات، الريان، (مفيدة جدًا)*
– تزكية النفوس ومواقف إيمانية لأحمد فريد.*
– كاشف الأحزان ومسالح الأمان.
– قناديل الصلاة.
– المراحل الثمان لطالب فهم القرآن.
– ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها لعبد العزيز بن ناصر الجليل**

(د) = المجاهدة لن تقف هنا وحسب !
اضبط نفسك وأخبرها أنّ في شهر رمضان أو في الفترة التي ستقضيها منعكفًا على مشاريعك الخاصة أو في تطوير نفسك ومهاراتك والتي ترجو أن تؤتى أُكلها : البرامج المفيدة = أوقات راحة واستجمام. مثلًا : مثل حضور برنامج بالقرآن اهتديت أو ومحياي وكلاهما يرفعان الحلقات على يوتيوب فإياك إياك أن تعوّد نفسك على ترقب البرامج وتبرصها على التلفزيون وإلَّا اعتدت حضوره وبراجه التافهة وما فيه من غث وسمين قطعًا للوقت وكأنك يابو زيد ما غزيت !!

وأخيرًا : في مدارج السالكين يقول ابن القيِّم : ” والقصد أن إضاعة الوقت الصحيح يدعو إلى درك النقيصة، إذ صاحب حفظه مترق على درجات الكمال، فإذا أضاعه لم يقف موضعه، بل ينزل إلى درجات من النقص، فإن لم يكن في تقدم فهو متأخر ولا بد، فالعبد سائر لا واقف، فإما إلى فوق، وإما إلى أسفل، إما إلى أمام وإما إلى وراء، وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البتة، ما هو إلا مراحل تطوى أسرع طي إلى الجنة أو النار، فمسرع ومبطئ، ومتقدم ومتأخر، وليس في الطريق واقف البتة، وإنما يتخالفون في جهة المسير، وفي السرعة والبطء { إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ . نَذِيرًا لِلْبَشَرِ . لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } ولم يذكر واقفًا، إذ لا منزل بين الجنة والنار، ولا طريق لسالك إلى غير الدارين البتة، فمن لم يتقدم إلى هذه بالأعمال الصالحة فهو متأخر إلى تلك بالأعمال السيئة .” اهـ.

لا تنسوا اخلاص النية و ” استعِن بالله ولا تعجَز “.
وفقني الله وإياكم ورضيَ عني وعنكم .

^ العودة : ” الخلود هو بالأعمال العلمية الجادة والحضور هو بالمشاركة الإعلامية. ” !


* نصح بها البشير عصام المراكشي.
** ذكرها ابن عبد البر

 

أعمال وأعباء المنزل = عبادات صالحة وأجور كبيرة .. كيف ؟؟!!

cinderella-cleaning-gif

أعمال البيت من أفضل الأمور التي يمكنك تحويلها إلى عبادات ! – بالنيَّة –

مثلًا اعداد الطعام سيما في هذه الأيام = افطار صائمين.
الحلواء والأصناف المحببة للعائلة = ادخال السرور على قلوب المسلمين.
الكي والتنظيف = إن الله جميل يحب الجمال.
التنظيف = اماطة الأذى عن الطريق + إن الله طيب لا يقبل إلَّا طيبًا + الطهور شطر الإيمان.
تبخير البيت وتعطيره = تضييف واكْرَام الكِرام البررة – الملائكة – لأنهم يحبون الروائح الطيبة.
غسيل الثياب أو الملابس = وثيابك فطهّر.
+ بر الأم = مساعدتها في كل ذا.
+ بر الأب = خدمته بكل ذا.
الطُعمَة = مازال جبريل يوصيني بالجار + افطار صائمين + التعاون على البر والتقوى.
… وهكذا.

^ لفتة ! : إنَّ الله يُحب إذا عَمِل أحدكُم عملًا أن يُتقنَه.

موفقات ^^
^ بالتعاون مع أمهاتكن تحت عنوان = #خلوها_تشتغل_وهي_راضية :d
صدقًا صدقًا المقصد هو النيَّة وسد فجوات التقصير ما أمكن بمثل هذا؛ والله يعين.

سألت فاطمة رضي الله عنها أباها خادمًا فأوصاهما ( هي وزوجها ) وصيّة قال أنها خير من خادم وهي : “إذا أخذتما مضجعكما ( يعني قبل النوم ) تُكَبِّرَا أربعًا وثلاثين ( الله أكبر ) وَتُسَبِّحَا ثلاثًا وثلاثين ( سبحان الله ) وَتَحْمَدَا ثلاثًا وثلاثين ( الحمد لله )”. *قال ابن القيم في الوابل الصيب: قيل أن من داوم على ذلك وجد قوة في يومه مغنيه عن خادم*. وهذا الأمر جربته ورأيت ثمرته وصدق قائله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

” أي كرم أعظم من هذا الكرم الإلهي وأي دين أعظم من هذا الدين “.

> انشروه واتساب، فيسبوك، آسك، …إلخ من فضلكُم ^^: كتب الله أجركم <.

 

الأوسمة: , , , , , ,

مين بتحبوا أكتر ماما ولا بابا ؟

اصلاح ذات البيت - بروكن فاميلي

لا يغدو هذا السؤال طريفًا لطيفًا عند حصول الطلاق، بل يصير أداة يُعذّب بها الأبناء، أداةً قياس ولاء الأبناء وبراءهم لوالدين يُفترض أنّ الله وصّى بكلاهما إحسانًا والدين يصيران بعد الطلاق والمشكلات نقيضين ينبغي ألا يجتمعا في قلبِ ابنٍ لهما أو ابنة ولا يرتفعان.

هذا السؤال الذي يسبب الأزمات النفسية والاضطرابات الوجدانية للكبار والصغار، يفرض على البَنِيّ إجابةً واحدة ينبغي أن يقول بها لسانه ويجاهده قلبه وتعمل به جوارحه فينبغي له أن يبرهن على صدقه بقطيعة جبرية لأحد والديه براعية الآخر وبعض من أهله وكبار عائلته. ما لا أجد تفسيرًا له أن منهم مَن يكونون على خُلق ودين بل وقد تجده مجد في النوافل مجتهدٌ في القربات محبٌ للخيرات مسارع إلى أبوابها ومع هذا تجد الانتصار لنفسه أحب إليه من إعانة أبنائه على اقامة دينهم وتخليص ذممهم وهذا من البلاء العظيم.

عندما كنّا صغارًا ونشاهد بعض الأفلام الامريكية نستغرب جدًا ونستنكر – بسبب الثقافة المحلية – علاقة الموادة والصداقة بين الطليقين الغربيين كان المُخرج مخادعًا – أو هو ربما انطباع ثقافتنا المحلية – كانا يظهران وكأنهما يفعلان هذا ليدعا الباب مفتوحًا حتى يعودا لبعضهما متى ما تسنّى للمياه أن تعود لمجاريها. ولكن شيئًا كهذا لا يحدث بل يُكْمل كل منهما طريقه المختلف تمامًا عن الآخر أو بالتعبير القرآني { يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ } إنما كانت هي مصلحة الابن أو الابنة وثمرات تنشئته تنشئة صحية وصالحة وعوائد هذا على نفسه وأمته ومجتمعه مقدم على كل الخلافات والاختلافات التي كانت بينهما.

كبرنا وتعلمنا { فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } كان الكفار الغربيين – وما يزالون ” وهو مما يستفز ” – على صواب في تعاملهم بينهم مع مطب الحياةِ هذا ونحن المسلمين على خطأ بل خطئ فج. هاهنا ففجورٌ في الخصومة ونبذٌ لأخلاق المسلمين مع أنه رسولنا بعث ليُتمم مكارم الأخلاق. كيْلٌ وكيْدٌ وبراءة واعتداء وتشويه وحقد وتباغض في كتاب الله عزَّ وجل { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } أم تنتفي صفة الإيمان عن الطليقين فيخرجان من معادلة الأُخوّة الإسلامية وتطبيقاتها الاجتماعية؟.

يغدو الطلاق في عالمنا العربي / الاسلامي – زعمًا – بين شخصيْن طلاقًا بائنًا بين عائلتين، طلاقًا بين صفين من صفوف المسلمين، فيزداد النسيج الاجتماعي شقة فتتسع الرقعة وتزيد الفجوة وهذه الأمة من ضعف إلى ضعف ومن هلاك إلى هلاك. فبكما كسبت أيديكم.

في مجالس النسوة، أسمع كثيرًا ” ما صار نصيب ” بصوتٍ عالٍ هذا أدب وأُخرى تقول ” البيوت أسرار وما يعلم بين اثنين غير رب العالمين ” الحمد لله الدنيا بخيْر؛ لكن الهمس أو قُل الفحيح مزعجٌ جدًا وتتبادى السوءات وتبدأ وليمة الأكل في الجثث والعبث بالجروح الغائرة.

كل يوم من أيام العام يتم توريث الانطباعات الخاطئة أو الصورة المشوهة والقطيعة الآثمة إلى الأبناء وترسيخها ولو بقوة الحديد والنار أو التضليل والخداع ويتم بهذا الزهد – بعلم أو من دونه برحمة الله وفضله – وبقلب ميت يتم رمي الأبناء إلى هذا الجحيم. آمنتُ أنّ الجميع ظالمٌ بقدر ما يستطيع، في عالمنا العربي / الاسلامي – زعمًا – ديكتاتورييين من غير جيوش وأدوات تشويه وتضليل من غير منابر ولا كمرات ولا منصات اعلامية.

مين بتحبوا أكتر ماما ولا بابا؟
لا يغدو هذا السؤال طريفًا لطيفًا عند حصول الطلاق، بل يصير أداة يُعذّب بها الأبناء، أداةً قياس ولاء الأبناء وبراءهم لوالدين يُفترض أنّ الله وصّى بكلاهما إحسانًا والدين يصيران بعد الطلاق والمشكلات نقيضين ينبغي ألا يجتمعا في قلبِ ابنٍ لهما أو ابنة ولا يرتفعان.

في المقال أتحدث عن عموم هذا البلاء في بلادنا أمّا بعض حالات الطلاق التي تحدث لأن أحد الوالدين من أهل الفسوق والفجور أو هو ميال لسفاسف الأمور واللامبالاة فالوضع آخر ويبقى واجب الإنصاف وإن كان عزيزًا.

وبعد؛ فلا عجب أن يكون اصلاح ذات البين من أفضل الأعمال الصالحة بنص القرآن والسنة { لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاس } وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا : بَلَى . قَالَ : صَلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ ” قَالَ الترمذي : وَيُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : ” هِيَ الْحَالِقَةُ . لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ “.

وهذا في الطلاق وحسب؛ والمشاكل بين أسر بأكملها وقبائل بجيوشها مما هو أدهى وأمر وأنكى !

اللهمَّ اصلح ذات بين المسلمين، اللهمَّ اصلح ذات بيننا.
وأحسِن أخلاق المسلمين وأقِم العدل والمقاصد في قلوب عبادك.

 

الأوسمة: , , , , ,

بُهَيْسَة العربي؛ شكرًا !

كنت قد قرأتُ كتابًا للسميط اسمه ” لبيك أفريقيا “، وكنتُ أفكّر كيْف يُمكن للمرء أن يكونَ سُمَيْطًا؛ أنْ يُلبِّي كثيرًا جمًّا باقيًا أثرهُ فارق في قارّةٍ منسيَّةٍ كما أسماها – رحمه الله – ؟!
بهيسة العربي = صارت خليَّة في قلبي. بغض النظر عن شخصها فأنا لا أعرفها – بعد – ولكني أعرفُ فِعلًا منها لم يُجِب عن سؤالي وحسب؛ بل كان سُنَّةً أيْضًا؛ وأيُّ سُنّة !

إنَّ فكرة التخلِّي عَن فُستان الزفافِ الأبيض، في قاعةٍ يجتمع فيها الأهلونَ والصحبُ والأحبَّة، وعشرات الصُور الفوتوغرافية بعد تعديلها بالفوتوشوب عشرة أضعافٍ فنيَّة وتحنيطها في ألبومٍ غيْرَ منسيّةٍ ساعاته وثوانيه – أو هذا ما يُقال – ليس بالأمرِ السهْل ولا اليسير أبدًا خصوصًا على شابّةٍ عشرينية مازالت توّاقةً للدُنيا ومافيها في المنظورِ العامِ والشائع.

ولكنَّ بردَ إحياءِ إنسان، لا!، بركَة إحياء قوْم، والسعيْ لنيْلِ رضا الربُّ بتقديم أحبُّ الأمورِ المباحةِ إلى قلوبنا وأهوائنا قُربانًا لهُ جلَّ وعلا لسوْفَ يُضفي بردًا على القلبِ وسلامًا هو أجملُ بكثير مِنْ سويْعاتِ فيها من مشاعرِ القلقِ والضغطِ ما يكفي عُمُرًا آخر، وكُل ما أهمّكِ فيه مكياجٌ وفُستانٌ وتسريحة زائلةً بعد أقل من 12 ساعة – على أكثر تقدير – مقابلةً مع { وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا }.

بارك الله لكما وتقبّل منكما وكتب لكما أجر هذه السُنّة وأجر مَن عملَ بها .

القصة وما فيها !
 

الأوسمة: , , , ,

مسلماتٌ واعيات (1) الفكرُ الالحادي لا يَصْمدُ أمامَ الفطرةُ والواقعُ والعقلُ !

إنّ تلك الملحدة التي تؤمن بالصدفة، ستسألكِ عن الجوهري الذي اقتنيْتِ منه هذا الخاتم، وعن اسمِ صالون التجميل الذي عمل لكِ هذا المكياج وهذه التسريحة، وعن المصممة التي صممت لكِ هذا الفستان البديع، إنها تعلم يقينًا أنكِ لم ولن تستيقظي لتتفاجئي بهذا الكم الهائل من الحوادث المتسقة والمتناسقة والتي يُكمّل بعضها بعضًا { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا }.

بل حتَّى جرَّبي عندما تسألك عن ” سرِّ الوصفة ” أن تُخبريها بنسق تقديرهم المجحف والمستهتر؛ أن تضع في صينية أو مقلاة، أي مقادير اعتباطية مِن أي مكوّنات عشوائية، وطريقة الطبخ كذلك لا تهم؛ إن جعلته على النار حتى يحترق أو نسيته في البرَّاد حتى يفسد فستحصل على أية حال على مالذ وطاب، ستُعاديك ولا بأس وستتهمك بالأنانية والحقد ولا بأس أيْضًا، لكن عليها أن تتلقى درسًا عمليًا في قوله تعالى { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }.

يقول الحقَّ تبارك وتعالى { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }؟!! إنّه يعرف كيف نُفكِّر؛ لأنّه مَن خلقنا، ويعرف كيف يسد الطريق على مَن يسترسل في أفكاره وأحكامه الخاطئة،. لأنَّه الله، لأنَّ له الحُجّة البالغة. { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }؛ أنزل القرآن فيه هدًى ونور ورحمةً وشفاء، به فيه حججٌ كثيرات منوَّعات، وآياتٌ باهراتٌ واضحات، تخاطب كُل العقول، وتسدُّ كل الثغور، يريد بها أن يردَّك إلى الطريق المستقيم ويأخُذ بيدِك أمَّا بعد { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا }. والأعجب من هذا أن يجعل أقوالكم وأفعالكم دليلًا وحُجّةً عليكم، فإن كفرتِ بمن بنى السماء آمنتِ بمن بنى السقف وإن جحدتِ بمن خلق الورد آمنتِ بمن عبَّأ زجاجة العِطر؛

ألم أقُل لكِ أنَّ الله هو الذي خلقنا وهو الذي يعلم كيف نُفكِّر فيأخذ بيدنا ويعيدنا إلى فطرتنا وإن عاندنا يُيْهتنا ويُقيم الحُجّة علينا؟!

 


هذا المنشور – وسلسلته القادمة إن شاء الله – موجهٌ إلى فئة عمرية صغيرة أو ذات خبرة معرفية يسيرة؛ تنويعًًا للخطابِ ومصافحةً لعقولٍ أُخَر. اللهمَّ يسِّر وأعِن. ورحمَ اللهُ امرءً دعا لأخته بظهر الغيب.

نُشِرَ بتاريخ 19/مارس.
 

من سرق علبة البيبسي الخاصة بي؟!

 

حجم أكبر - سرقة الثلاجة

على وزن الكتاب الأجنبيمن حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟! ” نحتاج وبشكل عاجل كتاب عربي مُعنون بـ ” من سرق علبة البيبسي الخاصة بي!! ” ، “ من أخذ عود الاسكريم الخاص بي!! ” ، ” من طفح قطعة الحلوى الخاصة بي!! “، أو لنجعل هذا في فصول وليكن عنوان الكتاب ” المأخوذ الذي لا يعود – دراسة تحليلية في السرقة داخل جدران المنزل“! 😀

 

كيب آوت برايفيتي

وكفكرة عملية لحل هذه الإشكالية:
أفرغوا درج من أدراج الثلاجة وألصقوا عليه ورقة مكتوبٌ عليْها [ أملاك خاصة ]. واجعلوه خاصًا ببقالة أفراد الأسرة. :>
أمَّا إذا أُخذ فخلاص عاد اعتبروها صدقة أو هبة أو ادخال السرور على قلب امرءٍ مُسلم أو إيثار ونحو ذلك ولكم الأجر إن شاء الله :”/

Haram

في بيتنا أجرينا قانونًا!
وأَعْلَمْنا أفراد الأسرة؛ أنّه لا يحل لأحد أخذ شيء لا يملكه وإن كان لأخيه!! فمن أراد شيئًا من الأموال الخاصة فليستأذن وليَمُر على أفراد الأسرةِ فردًا فردًا ليستفسر عن صاحب الغرض قَبْل أخذِه ثُمَّ يَعِده بأنّه سيعوضه بمثله ويحدد بذلك موعدًا لا يُخلفه. والحمد لله موضوع سرقة ما في بطن الثلاجة من أملاك خاصة اختفى تمامًا، وهذا بهديٍ من الله إنجازٌ عظيم نشكره سبحانه عليه 🙂

إنَّ التربية تبدأ من المنزل، وزرع القيم والمبادئ والأخلاق في كُل فردٍ من أفراد الأُسرة جالبٌ للخيْر الدنيوي فضلًا عن الأجر الآخروي، ومافي الدِّين من لُبٍ قشور!! بل إنَّ عُمر رضي الله عنه وهو على فراش الموْت لمَّا رأى شابًا مُسبلًا ثوبه أنكر عليْه وقال له: ” ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك ” ، فبمثل هذا يتربَّى الناشئة وقد استعظموا الحرام ولو كانَ صغيرًا وما اسْتَحْيُوا مِن الحلال ولو عارضهم كُل النَّاس، نريدُ جيلًا واعيًا قادرٌ على قيادة الأُمَّة نحو مكانتها المُستحقَّة، جيلٌ تربَّى على الإسلامِ تربيةً صحيحةً أصيلةً تطبيقيَّة لا نظريَّة بعيدةً عن سلوكيَّاتهم بُعد المشرقِ عن المغرب!! ، إنَّ السرقات التي تحصل اليوم بالملايين؛ ربَّما بدأت في الأمسِ بسرقةِ طبشورة! وهو واردٌ جدًا فلا تحقرنَّ صغيرةً إنَّ الجبالَ مِن الحصى. ومن لا يزال مُستوهنًا فيما أقول – مع الأسف – فليتذكَّر قوله تعالى { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }.

 

ثالوث العقل والدماغ والقلب بين العلم والقرآن

brain-computerوَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ }

1. ماهية العقل ومكانه.
لا يشك اثنان على أنَّ العقل لا يُرادف الدماغ على الإطلاق بل هو شيء ميتافيزيقي غير مادي، ودليل ذلك ” علميًا “، تجربة قام بها عالم الأعصاب Wilder Penfield وهذه الأبحاث نشرها في كتابه [ The mystery of mind ] حيث سجل ملاحظاته من خلال تجربته على دماغ الإنسان بواسطة التنبيه الكهربائي، فقرر أنه (( ليس في قشرة الدماغ أي مكان يستطيع التنبه الكهربائي فيه أن يجعل المريض يعتقد، أو يقرر شيئا. فالتيار الكهربائي يستطيع أن يجعل جزءا من الجسم يتحرك؛ لكنه لا يستطيع أن يجعل الإنسان يريد أن يحرك هذا الجزء من جسمـه ))*
انظر صفحة الكتاب على موقع أمازون^: http://www.amazon.com/Mystery-Mind-Critical-Study-Consciousness/dp/0691023603
يقول أحد القُرَّاء:

The book is very interesting reading for anyone who is interested in the workings of the brain or who is inquisitive about the existence of a “spirit” or a “mind” in human beings

الكتاب مثير للإهتمام جدًا بالنسبة لأولئك المهتمين بعمل الدماغ والفضوليين تجاه وجود ” الروح ” و ” العقل ” في البشر.

ويقول آخر:

It was not too complex or too detailed for the lay person. It was an honest and thoughtful perspective of a neurosurgeon
لم يكُن الكتاب معقّدًا جدًا أو مُسْهِبًا في التفاصيل بالنسبة للشخص العادي، كان كتابًا نزيهًا فهو مدروسٌ من قِبَل جرَّاح الأعصاب.
ويُردف قائلًا:
The brain is an organic structure that functions much like a computer. The mind is more like the programmer. His first hand experience of working with patients with epilepsy and the responses of these when electrical stimulation was applied to various regions of the brain help to support his premise

الدماغ هو الهيكل التنظيمي الذي يعمل كثيرًا كالكمبيوتر، أمَّا العقل فيُشبه المُبَرْمِج، إنَّ للجراح Wilder Penfield خبرةً مُباشرة في العمل مع المرضى الذين يُعانون من الصرع مما يسّر عليه تطبيق التحفيز الكهربائي لأجزاء من الدماغ مما دعم فرضيته.

فالخلاصة: أنَّ الأبحاث والتجارب العلمية التي أجراها جرّاح الأعصاب بنفلد؛ تؤكّد أن العقل شيء ميتافيزيقي غير مادي، وأنَّ العقل غير موجود في الدماغ. إذن أين هو؟!
9400405{ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا }
2. القلب والعقل.
وثّق البروفسور Gary Schwartz حالة غريبة، وهي امرأة شاذة جنسياً تحب الوجبات السريعة عمرها 29 عاماً، وقد أصيبت بفشل في قلبها وتم زرع قلب لها مأخوذ من فتاة نباتية لا تأكل اللحوم عمرها 19 عاماً، وبعد الزرع مباشرة أصبحت هذه المرأة طبيعية: زال الشذوذ وأصبحت تكره الوجبات السريعة تماماً مثل صاحبة القلب الأصلي!!*
في حالة هذه المرأة الشاذة وكيف تغير الشذوذ الجنسي لديها وأصبحت طبيعية بتغيير قلبها، فمركز الصلاح والفساد هو في القلب، فبمجرد أن تم تغيير قلب المرأة ‘السحاقية’ وأصبحت طبيعية ! ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن القلب هو مستودع المعلومات وينبغي علينا أن نقوم بصيانته وتخزين المعلومات المفيدة فيه، وعلى رأسها القرآن.

القلب يحتوي على خلايا عصبية، وعددها أكثر من 40000 خلية، ويؤكد بعض الأطباء ‘الشجعان’ أن هذه الخلايا مسؤولة عن التفكير وعن توجيه الدماغ ولها دور كبير في التحكم بكل الجسد! ومنهم البروفسور Gary Schwartz الذي وثق عشرات الحالات التي تثبت أن للقلب دوراً كبيراً في التحكم بشخصية الإنسان وأفعاله وذكرياته – ومنها ما ذكرناه أعلاه -، بل إن القلب هو الذي يحدد مستوى الإيمان أو الكفر لدى الإنسان!*
وللمزيد راجع موقع الدكتور غراي: http://www.drgaryschwartz.com/

ولقد ألّف بروفيسور الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية J. Andrew Armour كتاباً أسماه [ neurocardiology ] يصف فيه ما أسماه بالجهاز العصبي الخاص بالقلب الذي يعمل بشكل مستقل عن الجهاز العصبي المركزي والمخ، وبالتالي عندما يتم نقل القلب من شخص إلى آخر، يتصل الجهاز العصبي أو مخ القلب المنقول بالجهاز العصبي المركزي والمخ للشخص المتلقي عن طرق الألياف والموصلات العصبية.*
ستجد أنَّ الكتاب موصى به من عدّة جهات علمية انظر ” ريفيوز ” على صفحة الكتاب في أمازون^: http://www.amazon.com/Mystery-Mind-Critical-Study-Consciousness/dp/0691023603
فالخلاصة: أنَّ القلب يُفكّر ويحتفظ بالمعلومات ويُعالجها بل وله ذاكرةً أيْضًا بعكس السائد من كونه مجرد أداة ضح الدم!!
وللمزيد، هذا الوثائقي:
heart-brain-shutterstock-69462694-WEBONLY{ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ }!!
3. القلب الاصطناعي.
يكفيك بعد هذا العرض الثري أعلاه أن تعلم أنَّ المرضى الذين زُرعت لهم قلوب اصطناعية لا يُعمّرون ويعيشون لأشهرٍ فقط من ثمَّ يموتون بعد تغيِّرٍ ملحوظ يعتريهم.
أمّا إذا كنت تسأل فلماذا لم يُصابوا بالجنون من فورهم؟! فأقول لكَ لا تنسى أنّ هذا الجسد لم يعدم القلب يعني أنه لم يعدِم ” المُبرمج ” فبقت المعلومات الموجودة في الدماغ ” الهيكل التنظيمي ” كافية إلى فترة من الزمن حتى استهلكت ما بقي عندها أو احتاجت لمزيد من الأوامر والتوجيهات ثم لم تجد إمدادًا من القلب ما يؤدي إلى فشل عمل المضخة الصناعية ووفاة أصحابها بالذبحة. وهذا أشبه بالتطبيقات فهي تحتاج إلى تطوير وتحديث لتواكب المتغيرات الجديدة في أنظمة الأجهزة وإن لم تُحدِّثها ينهار التطبيق ويُصبح غير كُفيء وغير صالح للعمل. وأظن أنَّ هذا التحليل منطقي جدًا ونتيجته مقبولة وهو على الأقل لا يتعارض مع المصادر العلمية المذكورة أعلاه بل مبنيُّ عليها. والله أعلم بالغيب والشهادة.
_____________________________________________
ما خُتِم بـ * فهو مقتبس؛ والإقتباسات أخذتها من عدّة مقالات متفرقة أحدها من الألوكة*
^ وضعت روايط الكتب ونقلت بعض ماقيل عنها حتَّى لا يدّعي أحد من أن المسلمين يروجون كتب وهميةأو غير كفؤة!!

 

طلب الوصول إلى فهم القرآن الكريم

sing-mean-heart-key

 

إنَّ مجرد القراءة السريعة لكتابٍ ما لن يخدمك كثيرًا، إذا لم تحاول تعريف المفاهيم وتدبر الكلمات وتقريب المعاني وإستخلاص الفوائد .. وهي أمور تحتاج بالضرورة إلى إعمال العقل عن طريق القراءة المُتأنيَّة لا إغفاله أو تغفيله بمجرد القراءة ونقل البيانات من قصاصات الورق إلى شبكية العيْنيْن ومن ثَمَّ إرسالها إلى خلايا الدماغ للحفظ والتجميد في أحسن الأحوال، بدون معالجة!!

فكيْفَ إذًا بالقرآن الكريم؟! ذلك الكتاب الذي يحتوي من المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية مما لم تبلغ إليه عقول البشر في عصر نزول القرآن وفي عصور بعده متفاوتة(1) يقول عنه الفضيل عيّاض : ” إعجازه صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها الذى جاء عليه، ووقفت مقاطع آيه وانتهت فواصل كلمات إليه، ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له، ولا استطاع أحد مماثلة شئ منه، بل حارت فيه عقولهم، وتدانت دونه أحلامهم، ولم يهتدوا إلى مثله في جنس كلامهم من نثر أو نظم أو سجع أو رجز أو شعر “(2).

يعلم كل الناس أن القرآن نزل بلغة العرب، ومع هذا نجد كثيرًا من الأعاجم ممّن منَّ الله عليهم بنعمة الإسلام قد دخلوا في هذا الدين العظيم بهداية القرآن، ويتساءل المسلم العربي، كيف؟ ولماذا؟ ومالذي فاتني هُنا؟! كيف لغربٍّي الوصول لذلك الفهم العميق بالقرآن؟ ولماذا أنا العربي لم أحظى بهذا الفضل!! فيظنُّ أنَّ قراءته للقرآن باللغة الإنجليزية أو الفرنسية قد تُساعده على فهم القرآن الكريم؛ والصحيح أنَّ العلّة ليْست في اللغة التي قرأ بها القرآن الأعجمي، بل لأن المرء الغير مسلم الذي يبحث عن الحق في الحقيقة يقرأ القرآن قراءة الجاهل الذي يُريد أن يعرف، الأصم الذي يُريد أن يسمع، الأعمى الذي يُريد أن يرى، الضمئآن الذي يُريد أن يُروى، كما أنَّه كغيْر ناطقٍ بالعربيَّة إنما يقرأ ترجمة ” معاني القرآن ” أو ” تفسيره المُترجم ” بعكس المتحدث بالعربية الذي يستطيع قراءة أبجد هوّز الحروف قراءة سريعةٍ مستعجلة بدون إنغماس في المعاني ونظرٍ في التفسير!!

قال تعالى { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } وقال { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } فمن المستحيل أن يطلب الله منكَ أمرًا لا يسعك الوصول إليه بل { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } ذكرت هذه الآية أربع مرَّاتٍ بنفس اللفظِ في سورةٍ واحدة وهي سورة القمر، ذلك الكوكب النيّر في كبد السماء الحالكة، القمر ليس كوكبًا ذاتيِّ الإضاءة، بل يستمد ضياءه من الشمس، وكذا البشَر من لم يجعل الله له من نورٍ فماله من نور!! ونورُنا إنما هو القرآن؛ كتاب الله : { هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }.

بيِّنات: أي محكمات واضحات، القرآن لم ينزل بالطلاسم الغير مفهومة ولا بالأرقام الرياضيّة الصعبة ولا بالعبارات المنطقية التي لن يفهما إلاّ قلائل من الناس، بل أُنزل ليفهمه العامي والمتعلم والعالم، الكبير والصغير، الذكر والأنثى، فهو متيسِّرٌ لكلِّ أحد ولكُلٍ نصيبه من الفهم والإستيعاب، النظر والإستنباط، التدبّر والتأمّل، ورصد الحكمة وأخذ العبرة والإنتباه من الحسرة. والله يقول { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }، فمن طلب فهم القرآن وأخلص في الطلبِ وصدق فهّمه الله وصدَقه.

وهنا قد يتساءل البعض، ماذا عن المُتشابهة الذي قال فيه سبحانه تعالى { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ }؟! هوِّن عليْك؛ إنَّ نسبة عدد المتشابهات إلى المحكمات نسبه هابطة جدًا فلو اعتبرنا من مجموعة آي القرآن الحكيم ما يربو على ستة آلاف آية فإن المتشابهات لا تبلغ المائتين لو أخدنا بالتدقيق وحذف المكررات(3). والراسخون في العلم يعرفون تأويلها الصحيح – كما ذكرت تتمة الآية – وذلك بفضل جهودهم وتعمقهم في أغوار هذا الدين ليستنبطوا كنوزه المستورد لئالي وهاجة تبر العقول(4). وقد أباح الشرع سؤالهم بل توَّعد من يكتُم العلم وعيدًا شديدًا كي يعم هذا النور والهدى الإلهي الناس ولا يُحتكر قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }.
إنه لا عذر بعد هذا لمن لا يطلب فهم القرآن { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }.

 

المصادر:

  1. التحرير والتنوير لابن عاشور، ج1
  2. الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي أبي الفضل عياض اليحصبي 544 هـ ( بيروت، دار الفكر، 1409 هـ – 1988 م) ج 1 ، ص 264.
  3. التمهيد في علوم القرآن، لمحمد هادي معرفة.
  4. المصدر السابق بتصرُّف